كيف أختار جهاز الهاتف الذكي المناسب لاحتياجاتي

عنونت تدوينة اليوم بأساس لا بد من معرفته بل والتزامه قبل أن تشتري جهازك الذكي الجديد ، وهو مدى ملائمته لاحتياجاتك .
فبالنظر إلى التطور المستمر في التكنولوجيا ، واللعبة التي تنتهجها الشركات بإصدار العديد من الجوالات من فئات متقاربة لدرجة تجعل الحليم حيراناً ، وتدخل المرء مرغماً أحياناً في حلقة مفرغة مما أدعوه داء التطوير للأفضل .




وللخروج من هذه الحلقة يجب علينا أن نحدد الهدف من شراء أي جهاز الكتروني أو كهربائي ، جوالاً أو حاسباً بل وحتى ماكينة تحضير الكبة 🙂 .

فصاحب المطعم يحتاج لماكينة تختلف في الأداء والمواصفات عمن يريد استخدامها في المنزل لغرض إعداد  عزيمة لمرة في السنة .

وشراء الماكينة الصناعية لغرض استخدامها لأغراض منزلية بحجة أنها الأقوى والأفضل وأنها ستعمر لفترة أطول هو عين الغباء .
وكذا الأمر عند اختيار جهاز الجوال الذي نريد اقتناءه .

نعم بعض الميزات والمواصفات التقنية لازمة وحاجتها ملحة ، ولكن ذلك لا ينطبق على البعض الآخر من الميزات التي لا تلزم إلا في مجالات معينة .

وسأناقش معكم في هذه السلسلة بعض المعلومات الهامة التي قد تفيدكم عند نيتكم شراء جهاز ذكي جديد .

1- النوعية ( الماركة ) BRAND:
إياك والأجهزة الرخيصة المقلدة والتي لا يعرف تاريخ لشركتها ، حتى ولو كانت بنصف قيمة الجهاز الأصلي ، فشراؤك جهازاً بنفس المبلغ من شركة لها وزنها في السوق مهما انخفضت مواصفاته سيكون خيارك الأفضل .

فتوفر قطع الغيار ، وتوفر الطلب للشراء عند الرغبة في البيع ، كذا جودة المواد الخام المستخدمة ضمن الجهاز ، كلها كفيلة بأن توفر لك راحة البال مقارنة مع الأجهزة منعدمة القيمة والفائدة من الشركات المغمورة .

أما بالنسبة للشركات المنتجة ، فكل منها يتميز عن منافسيه بشيء يجذب إليه زبائنه ، ولعل أجهزة سامسوتغ هي الأكبر حصة في سوق الأندرويد اليوم نظراً لمحاولتها المقاربة بين متطلبات الزبائن إلى حد ما .

2- نظام التشغيل Operating System / OS:

صحيح أن الأندرويد هو الاكثر شعبية والأوسع مجالاً بالنسبة للمختصين ، إلا أن نظام iOS من Apple هو الأكثر سهولة وثباتاً وكفاءة مقارنة بالأندرويد ما قبل الإصدار السادس ( مارشميللو ).
كما أن تطبيقات iOS هي الأقوى دائماً وتصدر تحديثاتها أولاً ، وجميع الشركات تقريباً تحاول دعم iOS ثم بعد ذلك دعم Android.
أضف إلى ذلك أن نظام iOS سيتحدث إلى آخر نسخة متوفرة مهما كان صنف جهازك ، بينما لن تتمكن من ترقية نظام التشغيل في جهازك العامل بنظام الأندرويد ما لم توفر الشركة المصنعة تلك الإمكانية ، أو أن تلجأ إلى تنصيب نظام معدل – روم مطبوخ – وهو أمر مربك وقد لا يتوفر أساساً لجهازك ، ويحوي من المخاطر ما يحتويه من الفوائد ، فهو للمختصين وليس للمستخدم العادي .

فإن كنت ممن يستخدم الجهاز لأغراض متعددة وتريد تشغيله والاستفادة منه للدرجة القصوى ، وكنت تملك الخبرة الكافية لذلك ، أو كنت من محدودي الدخل وتريد شراء جهاز عملي رخيص الثمن ، فعليك بنظام الأندرويد وإلا فنظام iOS كفيل بأن يقدم لك ما تحتاجه بكفاءة ورونق لا مثيل له .

تحديث: تم تطوير العديد من ميزات الأمان في نظام الأندرويد بآخر إصداراته ( مارشميللو 6 ) ليتجاوز بذلك أمان نظام iOS في بعض الجوانب ويوفر تجربة فريدة وآمنة لمستخدميه.

3- الشريحة الرئيسية أو وحدة الربط Chipset :

ومهمتها الربط بين مكونات الجهاز من جهة وبين المعالج من جهة أخرى ، وبالتالي فهي تقوم بما لا يقوم به المعالج، وجودة بنائها تنعكس إيجاباً على أداء الجهاز بشكل أكبر من جودة بناء المعالج فيما لو كانت الشريحة منخفضة الأداء .

ويختلف أداء الشريحة الرئيسية Chipset باختلاف الشركة المصنعة لها وبرقم إصدارها:

فمعظم الأجهزة المحمولة العاملة بنظام أندرويد  تستخدم حالياً شرائح من شركتي Qualcomm الأمريكية أو Mediatek التايوانية .

وشرائح Qualcomm أفضل أداء وأقل استهلاكاً لبطارية الجهاز وكذلك حرارتها لا ترتفع لدرجة ارتفاع حرارة شرائح Mediateck.
طبعاً هناك أيضاً سلسلة شرائح Exynos من سامسونغ وتعد من الأفضل وتقارن بشرائح Qualcomm ولا تفوقها ، وطبعاً لا تستخدم شركة سامسونغ شرائحها الخاصة إلا في بعض أجهزتها فقط.

أما الأبل فتستخدم سلسلة شرائح من تطويرها ترمز لها بالحرف A آحدثها A9 الذي زودت به أجهزة Apple من الجيل السادس الإصدار S .
وأداؤها متميز ويفوق أداء جميع الشرائح المنافسة بلا استثناء .

4- المعالج CPU – Central Processing Unit :

احرص على أن يكون معالج جهازك القادم رباعي النواة ( 4 وحدات معالجة مستقلة ضمن معالج واحد ) على الأقل ، وذلك ليس من باب الرفاهية ولكنه لازم لأن موضة تعدد التطبيقات تحتاج إلى معالج يملك من الكفاءة ما يمكنه من جعلك مرتاحاً عند التعامل مع الجهاز ويتجاوب بسلاسة .

وللمعالج كذلك عدة ضوابط يجب أن نعرفها قبل اقتنائنا للجهاز المرغوب .

أ- الشركة المصنعة Manufacturer:

تعتمد 95 بالمئة من الاجهزة العاملة بنظام أندرويد على معالجات شركة ARM البريطانية والمسماه Cortex .
والشركة لا تقوم بتصنيع المعالجات بل ترخص التقنية للشركات المصنعة لتقوم هي بتصنيع المعالجات العاملة وفق معمارية تدعى ARM .
وأحدث إصدار من معمارية ARM هي ARMv8 .

وتحضر بقوة في ساحة معالجات الأجهزة المحمولة كذلك، معالجات  Snagdragon من Qualcomm ، والتي تعتمد على معمارية Krait  المطورة بالأساس اعتماداً على معمارية ARMv7 .
وتعتبر Krait الأفضل حالياً ولها العديد من التطويرات في سلسلتها آخرها Krait 450 .

كذلك تتوفر حديثاً لأجهزة أندرويد معالجات Atom من شركة إنتل Intel وهي جيدة وذات أداء متوسط وتعتمد على معمارية Silvermon  المصممة من إنتل ، فيما تتوفر أيضاً معالجات Tegra من شركة Nvidia التي تعمل بمعمارية ARM البريطانية وأداؤها جيد أيضاً .

لمقارنة معالجات الأجهزة المحمولة أو الشرائح الرئيسية استخدموا هذا الموقع .

أو من هنا مقارنة جميلة بين معالجات إنتل وسناغدراغون وميدياتك ( بالانكليزية طبعاً ) .

* ملاحظة: تحتوي العديد من الأجهزة الحديثة  على معالجين في الجهاز فلاحظ هذه الناحية بدقة ، وما هو نوع كل معالج وما هي عدد الأنوية الداخلية ضمن كل منهما .

أما الأبل فعندها كذلك عدة سلاسل من المعالجات منها Typhoon متوسط الأداء و Twister ذي الأداء العالي .

صحيح أن معالجات أبل ثنائية  وليست رباعية النواة إلا أن كفاءة Twister كمثال تفوق Snagdragon ، نظراً لاختلاف المعمارية بالكامل واعتماد كلا الشركتين على خوارزمياته الخاصة في معالجة المعلومات .

ب- سرعة المعالجة  CPU Frequency:
وتقاس بالجيغا  ( مليار ) هرتز GHz.

ج- تقنية معالجة المعلومات 64 بت أو 32 بت: وتشير إلى حجم البيانات التي يمكن معالجتها في آن معاً ، وتتمكن المعالجات العاملة بتقنية 64 bit من قراءة ذاكرة بيانات أكثر 4 مليارات مرة من المعالجات العاملة بتقنية 32 بت .

طبعاً هناك عدة أمور أخرى تؤثر على أداء المعالج كالذاكرة المخبئية وتقنية التصنيع الداخلية Manufacturing Process والتي تقاس بالنانو ميكرون nm وكلما صغر القياس انخفضت درجة حرارة المعالج و تدنى مدى استهلاكه للطاقة ,,, وقد وصل المطورون حالياً إلى تقنية تصنيع بقياس 14nm.

نتوقف هنا لنكمل الحديث في التدوينة القادمة بإذن الله عن معالج إظهار الرسوم GPU – Graphical Processing Unit والذاكرة العشوائية RAM – Random Access Memory .

والحمد لله رب العالمين .
شكرا لك ولمرورك